السبت، أكتوبر 09، 2010

الوهم الكاذب

إياك ياعزيزى أن تصدق «الوهم الكاذب» بأن هناك فتنة طائفية أو احتقاناً طائفياً فى مصر!! ولقد كذب كل من يحاول أن يقول ذلك.. لقد تعمقت فى الأمر كثيراً وطويلاً، راجعت أيام طفولتى وشبابى، فأنا فلاح أنتمى لإحدى العائلات الممتدة العريقة فى المجتمع الريفى.. ولا خلاف أن أبى وأباك وجدى وجدك أكثر منا ديناً وتقوى، فنحن، بلا شك، الآن فى مجتمع شغلتنا فيه أموالنا وأنفسنا بالدنيا عن الدين!!

وعندما أستعرض طفولتى لم أجد أو أسمع ما يحدث الآن.. كان فى عهد جدى صراف القرية ومسؤول الجمعية الزراعية مسيحياً.. كان عم جرجس الجواهرجى الوحيد فى المنطقة.. ويلجأ إليه معظم ذوى الحاجة لقضاء حوائجهم المادية لحين ميسرة.. كان جدى يقيم أفخر العزائم والولائم للإخوة المسيحيين، وأعتقد أنه ليس هناك من يشكك فى قوة إيمان ودين وأخلاقيات أهل القرية..

إن ما يحدث يا سيدى لا علاقة له بدين أو أخلاق، إنها البطالة والبلطجة والسرقة والإجرام والفساد الذى عم البر والبحر، بما كسبت أيدى الناس، وإذا كان بعض الحمقى يقولون إن هذا له علاقة بالدين، فأقول أى دين سماوى يا سيدى يقر أو يقول بما يحدث؟!

لو استعرضت كل الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام، بل ديانات الهنود البوذية وغيرها لن تجد فيها أن الله، سبحانه وتعالى، نصب وكلف بعض الناس لحساب البشر على عقائدهم وأفعالهم! وهو القائل عز وجل: «وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه».. حسبى الله ونعم الوكيل.

حامد الطويل - خبير اجتماعى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق