السبت، أكتوبر 09، 2010

عسل أسود

الأحداث الغريبة التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة تعكس شيوع ثقافة النهب- إن جاز التعبير- فمئات الملايين أهدرت فى العلاج خارج الحدود على نفقة وزارة الصحة، التى تعجز عن توفير القطن والشاش بالمستشفيات الحكومية!.. والمليارات التى أهدرت عندما باعت وزارة الإسكان أرض مدينتى، وكشف عنها الحكم القضائى، كانت يجب أن تخصص للغلابة الذين لا يجدون مأوى أو شقة صغيرة تحتويهم!..

وسرقة لوحة ثمينة من متحف تعكس حالة الفوضى والإهمال التى لحقت بإدارة حكومية.. وظاهرة انقطاع الكهرباء تحت مسمى تخفيف الأحمال تؤكد عدم وجود خطط مستقبلية لمواجهة الطوارئ والأزمات.. وارتفاع الأسعار الرهيب الذى حدث فى الفترة الأخيرة يؤكد عشوائية الأسواق وجشع التجار وفشل الحكومة فى مراقبة أسعار السلع الضرورية..

تستطيع فى مصر أن تفتتح مشروعاً تجارياً أولاً، ثم تفكر فى الرخصة والسجل وباقى الإجراءات التى يتطلبها فتح مشروع أو محل تجارى جديد!.. وقد تمر سنوات قبل أن يطالبك أحد بالرخصة وما شابه!.. عندنا فى مصر تستطيع أن تذهب للصيدلى ليقرر لك الدواء المناسب بعد أن تشرح له الحالة شفوياً لأحد أقاربك أو جيرانك دون حاجة لإحضاره!..

عندنا فى مصر تقوم سيارات الملاكى بعمل سيارات الأجرة، والركاب لا يجدون فى ذلك غضاضة أو خوفاً!.. فى مصر القانون أشبه بالمطاط، يمكن أن يستوعب كل الاستثناءات، وكالحجر الجرانيت لا يقبل إلا التنفيذ الحرفى للنص.. لو أردنا أن نفسر ما يحدث فإنه أشبه بالعسل، ولكنه عسل أسود طعمه حلو وشكله أسود حالك.. وحالنا كذلك!

أشرف الزهوى المحامى- بلبيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق